د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
بعض الأسئلة التاريخية يجيب عليها د راغب السرجانيالسؤال: السلام عليكم شيخنا الفاضل وبارك الله فيك على سعة الصدر كما استسمحك لكثرة الاسئلة مسبقاً اما بعد يا شيخ 1 - هل ائمة الشيعة الذين يعتقدون فيهم ما يعتقدون هم من إدعى الامامة و العصمة ام ابتدعها غيرهم "انا اسأل عن ائمتهم المتأخرين فلا شك ان علي و الحسن و الحسين رضي الله عنهم و زين العابدين و جعفر الصادق رحمهم الله من خيرة الناس و السلف و بالمناسبة السبعة الاخرين لا اعرفهم و لو معرفة سطحية.... بل اعرف بعض اسمائهم "الباقر و الرضا و الكاظم... و انّ ما لفت انتباه انه يقل الكلام عن افاضل اهل بيت النبي عليه الصلاة و السلام خاصة على المنابر و الدروس اهل السنة,مما ترك شِبه حُجّة لدى الرافضة فهم يرمون اهل السنة بالنصب و الاعراض عنهم و اذا ذكرهم احد من اهل السنة يرمى بالتشيع و يدور عليه الشك انه رافضي و له ميول للتشيع... فهذه انا ارها ثغرة لبدى ان تُسد كما انه لبدى ان نعرف أٌمورًا قبل ان نُطعَنَ بها 2 - كيف كان خروج الحسين رضي الله عنه عن اليزيد ? و هل عمله وخروجه شرعي? و هل القاتل و المقتول في وقت الصحابة خاصة بتأويل يتأوله شرعا انه على حق شرعي يخرج من دائرة الحديث "القاتل و المقتول في النار" ام حتى في هذا الزمان و هل يزيد ابن معاوية جازت له البيعة و لم تكن خارجة عن منهاج سُنّة الرسول وسُنة الخلفاء الراشدين ? وهل اخذ البيعة لولي العهد في عهد الخليفة الحاكم جائز شرعا ? و ما قصة غزو المدينة و استباحتها"واقعة الحرة"? وهل هي مكذوبة? و ما صحة بيعة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم ياسين ماشاء الله عليك أسئلتك تتميز بالعمق وأرى فيها صدق البحث عن الحقيقة فبارك الله فيك أولًا: أئمة الشيعة الأحد عشر لم يدعوا الإمامة أبدًا في حياتهم إنما كانت تنسب إليهم من أصحاب البدع سواء من المعاصرين لهم أو ممن جاء بعدهم، وأما الإمام الثاني عشر فهو إمام موهوم ولم يولد أصلًا إنما افترى ذلك الشيعة.. ثانيًا: معك تمام الحق في أن علماء السنة وخاصة المعاصرين يتجاهلون بشكل غير مقبول الحديث عن آل البيت مما أتاح الفرصة للشيعة أن يدَّعوا حب آل البيت ويُكثرون من الحديث عنهم وهذا خطأ لابد من علاجه وأنا أسعى في هذه الأيام إلى إخراج كتابين لمحاولة سد هذه الثغرة بإذن الله، الأول بعنوان قصة الشيعة والثاني بعنوان قصة آل البيت.. ثالثًا: خروج الحسين على يزيد مسألة اجتهاد فقهي فيزيد وإن كان مبايعًا من عموم الأمة إلا أن الذي كان يخاف منه الحسين –وقد تحقق ما يخاف- هو أن تمضي سنة توريث الحكم للأبناء في الأمة فرأى أنه إن لم يخرج الآن فلن يكون الخروج بعد ذلك ممكنًا، ومع ذلك فقد عارضه بعض الصحابة ومعارضتهم إما تعني عدم الجواز مطلقًا أو تعني رؤية أن أمر الخروج ليس حكيمًا وإن كان جائزًا، فالمسألة كما ذكرت مسألة اجتهاد فقهي يقبل الآراء المتعددة.. رابعًا: حديث القاتل والمقتول في النار ليس مطلقًا إنما يقيَّد بإرادة المقاتل ونيته ففريق عائشة رضي الله عنها في الجمل به طلحة والزبير رضي الله عنهم وفريق علي رضى الله عنه به علي نفسه والحسن رضى الله عنه وكل هذه الأسماء مبشرة تصريحًا بالجنة وليس من المحتمل لا من قريب ولا من بعيد أن يكونوا من أهل النار فلزم عند ذلك أن يكون حديث القاتل والمقتول مقيَّدًا بنية حامل السيف خاصة أن كل هؤلاء من أصحاب القدرة على الإجتهاد ومن أهل العلم وفوق ذلك فإن أحد روايات الحديث قد صرحت بأن المقصود بالقاتل والمقتوألفي الحديث هم المقاتلين من أجل الدنيا....خامسًا: بيعة يزيد صحيحة وبحضور عدد ضخم من الصحابة والتابعين العلماء، صحيح أنها خلاف الأولى ولكن لا يمكن افتراض أن كل هذا العدد من الصحابة رضى الله عنهم متواطئ مع معاوية رضى الله عنه أو خائف منه.. سادسًا: واقعة الحِرة موقعة مؤسفة في التاريخ الإسلامي فقدر الله وماشاء فعل وسببها له مرجعية فقهية لأن أهل المدينة كانوا قد خرجوا على الدولة الأموية وهذا الخروج يستدعي قتالًا يموت فيه طرف وينتصر آخر، القتل متوقع في مثل هذه الأحداث، وأنا أتوقع أن الروايات التاريخية قد بالغت كثيرًا في عدد القتلى بل وإدعت استباحة نساء المؤمنين وهذا في رأيي محال ولا يتناسب مع طبيعة الزمن الذي حدثت فيه الموقعة، وقد رأيت بنفسي المكان الذي دُفن فيه شهداء الحِرة في البقيع وهو مكان صغير لا يستوعب إلا عددًا محدودًا من القتلى، والله أعلم بعددهم.. سابعًا: أرى أن بيعة عبد الله بن الزبير صحيحة شرعًا لانها تمت له في وقت لم يكن فيه خليفة مبايع.
التعليقات
إرسال تعليقك